الجزء الأول
( مصر )
رواية
الريس نور .. ربيع الفرح ..
ورحلة مصر والسلام ..
بقلم
أحمد عساكر
إلى الريس نور .. ريس البحر .. ريسى ..
ريس مصر والسلام
..
الريس نور ..
ربيع الفرح ..
إليك يا ريس نور .. ريس مصر والسلام ..
وهل بعد ما فعلته لمصر أعظم من ذلك أيام ..
إلى الريس نور فهذا أقل ما يقدم لك .. وأنت بين يدي الله
السلام ..
إليك ريسى بدون أقواس ولا علامات استفهام ..
إلي
ريسى ..
إليك
يا ريس نور ..
إليك حيث أنت في عليائك..
في السماء حيث مكانك..
مع
النبيين والقديسين والشهداء..
أكتب
إليك يا ربيع الفرح..
يا
ربيع فرح الأمة العربية..
يا
أسعد الشهداء..
بنصرك
المبين على أعتي أعدائك..
وهل
مثلهم خبثاء؟؟!!..
وهل
بعدهم أعداء؟؟!!..
وهل
بعدك ريس ؟؟!!
وهل
بعدك زعيم؟؟!!
وهل
بعدك نور؟؟!!
يا
نور .. يا أنوار..
يا أحلى الأنوار وأبهر الأضواء
ويا
أعظم الرؤساء..
ويا
أكبر الزعماء...
جمعاء
.. جمعاء..
تحية واجبة
تحية إلى الأخوة العرب الذين وقفوا
إلى جانبنا في حربنا المقدسة .. تحية إلى هؤلاء الذين راعوا الدين والإسلام ودم
أخيهم العربي ..
تحية إلى الجنود في سوريا الذين
شاركونا حربنا ( رغم أن قيادتهم السياسة هي التي ورطتنا في الحربين حرب 1976
وتطوير الهجوم وما تلاه من خسائر في صفوفنا في حرب أكتوبر 1973 )..
وتحية إلى الجنود والملوك من السعودية
والذين وقفوا بجانبنا وقفة لن ينساها
التاريخ وتاريخ الصراع العربي بالذات ..
وتحية إلى السرب العراقي والذي كان
جنودنا يطلبون مساعدتهم أثناء حرب رمضان المجيدة
وتحية إلى الرئيس الجزائري هوارى
بومدين والذي أمدنا بالسلاح وقت الشدة .. وفى أشد أوقات المعركة ضراوة ..
تحية إلى أمير الكويت والجنود من
الكويت .. وتحية إلى لواء اليرموك .. تحية إلى هؤلاء الإخوة منهم .. والذين استشهدوا
منهم ومعنا .. وفى خنادقنا .. والذين
استشهدوا في حرب الاستنزاف وفى رمضان ..
تحية إلى 16 جندي كويتي والذين استشهدوا
بصاروخ مباشر وهم في خندقهم بالترسانة البحرية بالإسكندرية .. وحسبهم أنهم سلموا
للمجد .. و قد على وارتفع جبينهم .. و
حسبهم أنهم طلعوا مع إخوانهم للسعد ..
وتحية إلى الأخوة من فلسطين .. والذين
شاركونا حربنا .. و حربهم .. ضد العدو الإسرائيلي .. وعدوانه الآثم الغشيم ..
وتحية إلى الإخوة من السودان الشقيق ..
تحية إلى كل جندي وكل قائد عربي حارب
معنا ومن خندقنا ..
وتحية إلى كل قطر عربي شارك أو لو لم
يشارك ولكنه وقف بجانبنا ..
ولولا أنى طبعت هذا الكتاب .. ولم يكن
قد توفر لي أسمائهم .. لكنت قد كتبت أسمائهم ..
ولكن حسبهم أنهم إلى جوار إخوانهم ..
و أسمائهم أيضا من نور ..
حسبهم أنهم عند الله الكريم .. الله الرحمة .. الله النور ..
وهل بعد الله من رحمة .. ومن نور .. ؟!
السلام
إلى
الريس نور .. ريسى ..
السلام إلى الريس نور .. ريسى .. السلام
إلى من رفع كلمة العرب وعزة العرب ومجد العرب .. السلام إلى ريسى الذي أنتقد أكثر
مما مدح .. وهو الذي يمدح .. السلام إلى ريس كل الإنجازات .. السلام إليه حيث يرقد
عند السلام .. السلام إليه فيكفيه من الأعمال التي تعلو جبينه وترصع صدره .. إنه
ريس الحرب وريس السلام .. فكفى منهما إنجازات تعلو أية إنجازات .. وكفى منهما
أعمال تعلو أية أعمال .. فكل واحد منهما يكفيه لوحده من إنجازات وأعمال .. فما
بالك بالاثنين .. ويا لها التي حققها من إنجازات وأعمال ..
سلام منا إليك يا ريس نور .. سلام منا
إليك عند الله السلام ..
وسلام لك من الله السلام ..
والسلام إلى
الريس فيصل .. ريس بلاد نجد والحجاز ..
والسلام إلى أخيه فيصل الذي ضرب أروع
مثال للإخوة وللوحدة ..
وكيف عندما اتحد مع أخيه نور دان لهما
المشرقين والمغربين ؟!..
اثنان فقط من العرب اتحدا ؟!.. دان
لهما كبار العالم وصغاره وركعا ؟! ..
ودان لهما حامون السلام في العالم .. ومجرمون الحرب فيه ..
السلام إلى الشقيق فيصل .. السلام إليه
حيث يجلس مع أخيه نور عند الله السلام ..
سلام منا عند الله السلام .. وسلام لك
من الله السلام ..
واللعنة
واللعنة على الخيانة .. والتي ترتع
بيننا .. والتي أصبحت نسيجاً وسط نسيجنا .. شخص منا يجلس معنا .. ويأكل من طعامنا
ويستنشق هواءنا .. ونحن لسنا منه وهو منا ..
اللعنة على الخيانة في كل مكان ..
ولنوجه إليه سهامنا قبل أن نوجهها لأعدائنا ..
لنوجه إليها سهماً وراء سهم .. ولنقتل
الخيانة فينا وبأيدينا .. تلك الخيانة التي تقتل فينا أبناءنا وشيوخنا .. وتحصد
قادتنا وأبطالنا .. الخيانة التي تذبح رجالنا ونسائنا .. اللعنة عليها .. اللعنة
عليها ..
اللعنة على الخيانة .. اللعنة عليها
حيثما ترقد في النار مع المنافقين منا .. والذين كفروا منا وبنا ..
وإلى هؤلاء الخونة الذين بيننا ..
ويستبيحون ويستحيلون دمائنا ..
لا سلام لكم منا أيها الخونة ..لا
سلام لكم منا أيها الخونة ..وأيها الخونة
من الأخوة .. أيها الصغار .. يا من اشتريتم عرض الحياة الدنيا ونسيتم أن هناك جنة
ونار .. مثواكم النار ..
يا من بعتم الإسلام والأخوة والدم
والعروبة .. وبعتم الآخرة قبل أن تبيعوا الدنيا واشتريتم النار ..
وكدتم أن تذهبوا بغد الأمة وبمستقبل
الأمة وكرامة الأمة وكدتم أن تقتلوا صباح النصر .. لا سلام لكم منا أيها الأقزام
.. أيها الأصفار .. وحتى الأصفار منها ما يصنع أرقام ..
لا سلام لكم منا ..يا من اشتريتم
الكرسي والسلطة والعرش .. لا سلام لكم منا .. ولا أنتم منا .. لا سلام لكم وإن
كنتم منا .. ولا سلام لكم من الله السلام .. الله السلام .. الله رب العرش .. لا سلام
لكم حيثما ترقدون فيها .. لا سلام لكم ورب
العرش ..
لوحة القرف
أما لوحة القرف فأنتم تعرفون ما فيها
من خونة ؟! .. ومن فيها من أسماء ؟! ..
وليسامح الله وليغفر الله( إن سامح ؟!
وإن غفر ؟!) لمن أخطأ منهم ؟!
ولمن تطاول ؟! ولمن أساء ؟!..
ومنصورة يا مصر .. ومنصورة يا بلدي
المنصورة ..
منصورة بإذن الله وبإرادته ..
ومنصورة يا مصر مهما أراد الخونة ..
ومهما أراد الأعداء ومهما فعل العملاء
..
الريس نور
ريس
البحر .. ريسنا ..
ريس مصر والسلام ..
الريس
نور ..
ربيع
الفرح ..
رحلة
مصر السلام
(
بضع وعشرون ليلة ..
من
ليالي مصر ..
فيها
أحلى ليالي النصر .. )
الجزء
الأول
(
المركب مصر )
الليلة الأولى
الريس .. نور..
نور.. أنور.. وأنوار
الريس
نور
والمركب مصر .. والمركب السلام
(
وبداية الرحلة )
صعد الريس محمد نور المركب مصر .. وهو
أيضاً ريس المركب السلام .. صعد الريس نور إلى المركب مصر .. وهو رجل أسمر نحيف
كان يرتدى زيا أبيضا جميلا .. وكان وجه ريس المركب محمد نور .. وجهاً هادئاً تغلب
على وجهه ملامح الصمت والتفكير في المركبين مصر والسلام أكثر من أي شيء آخر.. أكثر
من أولاده وزوجته الذين جاءوا ليودعونه وهم يقفون على الشاطئ .. وهم يلوحون له
بالسلامة .. أشار إليهم الريس نور أنه ( مع السلامة ) .. فالآن ستنطلق المركب مصر
فى رحلة صيد فى أعلى البحر .. فيها ستعبر سواحل مصر والسودان وستصطاد قبالة سواحل
اليمن .. فالصيد هناك غزير.. والريس لايهمه إلا رزق البحارة وسلامتهم وأمنهم وهو دائما
يحلو له أن يجلس معهم وينام معهم ويصطاد معهم ويرحل معهم.. وأحيانا ما يحب أن يمضى
أوقاته معهم أكثر من قضاء وقته مع زوجته وأولاده .. وهو يقول لهم جميعاً ودائماً
أن هؤلاء الصيادون المكافحون من أجل لقمة العيش الحرة الشريفة هم أولاده الحقيقيون
.. وأيضا كان الصيادون يبادلون الريس محمد نور ذات الحب وذات المشاعر.. فعبر
تجربتهم الطويلة معه ورحلات الصيد الكثيرة التى خرجوا فيها معه لمسوا فيه مدى
خبرته بالبحر وتقلباته وكيف يقود المركب مصر والمركب السلام وسط المهالك؟! وكيف
يمضى بهما بذكائه وخبرته وحنكته وفطنته غير عابئ بشئ إلا أمنهم وسلامتهم ولقمة
عيشهم الشريفة الكريمة .. وكثيرا ما أطلقوا عليه أسماء تعبر عن إعجابهم به
وتقديرهم له .. فهو الريس والبطل وبطل مصر وبطل السلام ورييس البحر وحوت البحر
والمحيطين وثعلب البحار وكبير الصيادين وأسد البحار أجمعين ولكنه كان يفضل إسمه
بابا نور لأنه كان يحس أنه أبيهم حقاً وهم أولاده أولاد مصر .. وأولاد السلام .
أشار الريس نور للمركب مصر أن تتحرك
فتحركت المركب مصر فى طريقها إلى عرض البحر ثم أشار للسلام لتتحرك فهمت أن تتحرك
لولا أن أحد الرجال على المركب السلام واسمه أبوجبل نادى على الريس نور بأنه يعانى
نقصاً في بعض الرجال الذين كانوا معه على المركب وأنه أتى ببعض الرجال معه ليعوض
هؤلاء الرجال الذين لم يأتوا..
فيأمر الريس نور بعودة المركب مصر إلى
الشاطئ مرة أخرى ويأمر أبوجبل بأن يأتى إليه بهؤلاء الرجال أولاً لكي يراهم الريس
نور ولكي يعرف هل هم جديرون حقا بأن يركبوا المركب السلام أم لا ؟! .. ولكن أبوجبل
يصيح برقبتى ياريس .. لاتخف ياريس نور..
الريس نور لأبوجبل بأعلى صوته .. إن
السلام يحتاج إلى رجال من نوعية خاصة .. وليس أى أحد يقود السلام فاجعلنى أنظر
إليهم .. لأرى هل هم جديرين بالسلام حقاً ؟!..
أم لتلفظهم السلام وتدعهم على الشاطئ قبل أن تخوض السلام البحر وتركب صعابه ومعها
رجال قد يؤذون أو يدمرون السلام ..
بعض البحارة وبعض الصيادين .. ياللا
ياريس ..يعنى هيكونوا إيه ؟! سيبها لله؟!
الريس نور .. ونعم بالله .. ولكن السلام
بحاجة إلى رجال ذو كفاءة ولا يمكن أن أغامر بالسلام ونحن فى عرض البحر .. لا ..
لا.. سأرجع وأرى إن كانوا على كفاءة أم لا ؟!..
وتعود المركب مصر .. لتقف بجوار السلام
..
الريس نور وهو ينظر إلى مصر .. والسلام
وهما بجوار بعضهما البعض اللهم أجعلك يا مصر دائما سلام ..
ثم يصعد المركب السلام .. وينظر إلى
أبوجبل .. لا يا أبوجبل لاتضعنى أبدا أمام الأمر الواقع ثانية .. لابد أن أرى
الرجال الذين معى .. أرى رجال مصر .. ورجال السلام .. إإتى لى بهؤلاء الذين أتيت
بهم لأراهم ..
أبوجبل .. ينادى عليهم واحدا بعد الآخر
.. كرم زاهد وكامل حبيب وشوقى الخربوطلى ومندور السماوى وحزين رحيل طايل وطلال دعبس
الزيات ومجدي سالم فرج ورفاعى الزمار ..
الريس نور .. ماهذا؟! كل هذا العدد
ينقصك يا أبو جبل؟! ثمانية رجال دفعة واحدة تصعد على المركب؟؟! كيف هذا ؟!
أبوجبل .. ظروف طارئة يا ريس ؟! ماذا أفعل؟!
الريس نور.. لا .. لا .. لنؤجل هذه
الرحلة .. إننى بحاجة إلى رجالي .. إلى أبنائى الذين خضت معهم هذا البحر .. إلى
رجال السلام .. لارجال لا أعرف ماذا يعرفون عنى؟! وماذا يعرفون عن السلام؟!
أبوجبل.. صدقنى ياريس لقد اختبرتهم ..
وهم رجال أكفاء .. على أعلى درجة من المهارة .. وهم ذو خبرة عالية ..صدقني يا ريس
هم بحارة مهرة .. وصيادون أكفاء..
الريس نور .. ليست بالمهارة وحدها ولا
الكفاءة نقود مصر .. ولا نقود السلام..
أبوجبل .. كيف ياريس؟! ماذا ينقصنا بعد
ذلك؟! ..
الريس نور.. مراعاة الله فى العمل ..
والرحمة والإخلاص يا أبوجبل .. الإخلاص ..
أبوجبل .. الإخلاص؟! .. الرحمة؟!
الريس نور .. والامتثال إلى أوامر
القائد وعدم إثارة القلاقل والفتن على المركب .. والقناعة برؤية الريس ..
أبوجبل .. لن توجد قلاقل ولا فتن ..
الريس نور .. ها أنت ترى يا أبوجبل؟! إن
رجال مصر ورجال السلام هم رجالى هم يعرفونني وأعرفهم .. خضت بهم البحر مرات ومرات ..
وعدت وعادوا سالمين .. رجالي يطمئنون إلى أوامري ويعرفون رؤيتي ودقتي ولكن هذا
العدد الكبير الذى تضعه على المركب السلام لا أوافق عليه .. حتى لو كانت خبرتهم
تفوق خبرتنا .. خير لي أن لا أسير فى عرض البحر اليوم على أن أسير بهؤلاء كلهم
وأنا لا أعرفهم ..
أبوجبل .. امتحنهم ياريس واختبرهم ..
البحارة جميعهم .. نعم .. نعم اختبرهم
يا ريس ..
الريس نور ..العملية مش اختبار يا أولادي
.. العملية قد تكون أكبر من ذلك؟!
البحارة ..علشان خاطرنا يا ريس ..
متقطعش رزقهم .. خليهم يبجوا في الرحلة دى معانا
الريس نور .. وهو ينظر لأبوجبل وبحارته
والثمانية .. ثم وهو يقول لأبوجبل شفت أهي دى أول مرة بحارتي يعترضوا على وبدايتها
أهو انشقاق ؟!
أبو جبل وقد زاد جرأة ..وهو ينادى على
الثمانية .. ياللا يا ريس اختبرهم ومتقطعش
رزقهم دول وراهم عيال ...
البحارة .. والله يا ريس ما أنت قاطع رزقهم
البحارة الثمانية وقد أتوا ووقفوا أمام
الريس ليختبرهم والريس وقد اختبرهم ..
الريس نور .. لأبوجبل بعد أن اختبرهم ..
رغم أنهم صغار السن إلا أنهم على درجة عالية من المهارة وخصوصا فى الصيد والقنص
ولكنى أخاف من صغر سنهم .. وعدم معرفتى بهم ..
أبوجبل .. وهو ينادى عليهم ليصعدوا على
المركب .. لا تمنع رزقهم يا ريس .. اجعلهم يصعدون المركب .. هذا رزق ياريس .. هذا
رزق ..
الريس نور .. وهو ينظر إليه نعم .. أخاف
أن أقطع رزقهم .. إذن إجعل أصغرهم سناً معي على المركب مصر .. واجعل الباقى على
المركب السلام ..
أبوجبل .. وهو ينادى على أربعة ليصعدوا
المركب مصر وهم شوقى الخربوطلى .. حزين رحيل طايل وطلال دعبس الزيات ومجدي سالم
فرج فيصعدون المركب معه ويصعد الأربعة الآخرون المركب السلام ..
بهذا أصبح الأربعة الذين على المركب مصر
هم :
شوقي الخربوطلى
وحزين رحيل طايل وطلال دعبس الزيات (
الشهير بمنصور الزيات )
وكان أولهم مجدي سالم فرج والذي صعد
قبلهم جميعاً ..
أما الذين على المركب السلام هم
كرم زاهد وكامل حبيب
ومندور السماوي ( الشهير بمندور الأشرم )
وكان آخرهم رفاعي الزمار
أحد الأربعة الذين لم يختاروا على
المركب مصر والذي يدعى كرم زاهد وهو يسلم على رفاقه الذين نادى عليهم أبوجبل
للمركب مصر..
كرم لرفيقه .. رفيقه هذا الذي صعد إلى
المركب مصر ..
كرم .. البركة فيكم ..
آخر لم يختار للمركب مصر والذي يدعى
كامل حبيب لرفاقه الأربعة الذين أصبحوا على المركب مصر.. اعملوا ما عليكم وسنعمل
ماعلينا ويمضون يركبون السلام ..
الريس نور .. ينزل من المركب السلام
ويصعد المركب مصر وهو ينظر إلى السلام ويقول لمساعده ويده اليمنى وأحد أخلص رجاله
ويدعى المعلم حسن مبروك ..
لا أعرف يا حسن يا بنى لماذا قلبي منقبض
هذه المرة وقد ركب هؤلاء مصر واعتلوا
السلام .. صعدوا عليهما عنوة .. ورغما عنى أصبحوا فيهما .. رغم أنهم جميعاً صعدوا بأمري
..
المعلم حسن مبروك .. أأمر ياريس بالعودة
.. حتى نأتى ببحارة آخرون ..
الريس نور .. وهو يفكر .. ثم وهو يقول ..
لا يا حسن يا ابني .. أخاف أن أكون السبب فى قطع رزقهم كما قال أبوجبل .. وأخاف أن
أكون مخطئاً في ظني بهم ..
المعلم حسن .. نحن معك ياريس فى أى شئ
تأمر به ..
الريس نور وهو يتنهد .. نعم .. أنتم معى
.. وكنت أريد رجالاً غير هؤلاء الرجال الثمانية معي .. أريد رجالاً غيرهم على مصر
وفى السلام .. وأخاف أن يعوقوا مسيرتنا ..
حسن مبروك .. نحن معك وحولك فأنت ريسنا
وأنت زعيمنا ..
الريس نور .. وهو ينظر للسماء .. الله
وحده يعلم ماذا سيكون ؟!
ثم وهو يشير للمركب مصر أن تمضى إلى عرض
البحر فتمضى .. ثم وهو ينظر إلى أهله الواقفون على الشاطئ وهو يودعهم .. تبكى إحدى
بناته وتدعى رقيه .. بابا نور .. بابا نور .. أنا خائفة عليك ..
الريس نور وهو يشير إليها أنه مع
السلامة ويشير إليها أن ترجع مع أمها ولكنها ترفض وتظل تبكى .. وتنادى على أبيها
وينظر الريس نور إلى المركب السلام ويشير لها أن تنطلق فتسير السلام إلى البحر
ببطء شديد ..
زوجة الريس نور .. وهى تجرى على الشاطئ
ملتاعة ..
نور .. أنور .. أنوارى .. خذ بالك من
نفسك ..
الريس نور .. وهو يشير إليهم أن يمضوا
جميعاً وينظر إلى زوجته ثم ينظر إلى السماء ويهمس .. كله بقضاء الله ..
وتنطلق المركب مصر .. و المركب السلام ..
وتنطلق مصر .. ومعها السلام ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق